سأرحلُ وفي عيني دموعُ الفراقْ
وفي قلبي لكَ الحبُّ الكبيرْ
وفي خلدي لكَ الذكرياتْ
وهلْ سوفَ ألقاكَ بعد المماتْ
وأبكي زماناً مضى عشتُهُ
بينَ اللّمامِ وبينَ الشتاتْ
وأبكي لأنّكَ علّمتني
أنّ الحياةَ بغير الدموعِ
حياةٌ ليسَ فيها معاني الحياة
سأرحلُ وأذكرُ يومَ اللقاءِ
وقد صرْتُ وحدي أسيرَ البقاءْ
أقلّبُ في صفحاتِ الزمنْ
فليس هنا سوى الذكرياتْ
أتذكرُ كيفَ كنا نعيشُ
أتذكرُ سيرَنا تحتَ المطرْ
وذلكَ الجبلَ العالي الرفيعْ
حينَ صَعِدنا لنلقى القمرْ
وتلكَ الغيومَ وذاكَ الشعاعَ
كيفَ التقى بالأرضِ كيفَ انتشرْ
أتذكرُ مشْيَنا فوقَ الرمالِ
وأقدامَنا قد مزّقتها الحجرْ
ولسْنا نبالي لأنّا نعيشُ
كأنا - وربّي - لسْنا بشرْ
أتذكرُ صوتَ الرعودِ الرخيمِ
والبرقَ حين أضاءَ الدُّنا
والثلجَ رأيناهُ مدَّ البصرْ
كأنَّ السماءَ استهلتْ لنا
فألقتْ إلى الأرضِ منها الدُّررْ
أتذكرُ كبرياءَك يومَها أنْ غضبتَ
ما أرقى ذلكَ الكبرياءْ
وكنْتَ ملاكاً يومَها أنْ رضيتَ
فما أروعَ قلبي تلكَ الصورْ
عِشْنا حياةً أسرْنا الجمالَ
أسرْنا السعادةَ في دربِنا
ألفْنا أنْ نرى بعضَنا
ونهجرَ همَّ الحياةِ الكبيرَ