فضائل الخلفاء الراشدين
1 : أبي بكر الصديق خير الأمة بعد نبيها
بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد الله الذي أنزل القرآن على عبده ونصلي ونسلم على خير المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إن خير عصور هذه الأمة هو عصر النبي صلى الله عليه وسلم وخير رجالها هم الصحابة رضوان الله عليهم وخيرهم وأفضلهم عند الله وعند نبيه صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق (عثمان بن عامر ) رضوان الله عليه فهو أفضل من عمر وعثمان وعلي والصحابة .... فهو ثاني اثنين وهو خير من طلعت عليه الشمس بعد النبيين
و ما كتبت هذا الموضوع إلا لتذكرة الناس بفضل هذا الإمام الصديق الصحابي الجليل أبو المؤمنين أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه ولنبين ما خفي عن الكثير منا في فضائل هذا الرجل ولقد كثر السابون له والمتكلون في حقه من سفهاء القوم وسوف أبداء بسرد الأدلة على فضله :
وسماه النبي صلى الله عليه وسلم " الصدّيق "
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أُحداً وأبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم فقال : اثبت أُحد ، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان .
وعن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل
فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك قال عائشة قلت من الرجال قال أبوها قلت ثم من قال
عمر فعد رجالا...رواه مسلم
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أصبح منكم اليوم صائما قال أبو بكر أنا قال فمن تبع منكم اليوم جنازة قال أبو بكر أنا
قال فمن أطعم منكم اليوم مسكينا قال أبو بكر أنا قال فمن عاد منكم اليوم مريضا
قال أبو بكر أنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة .رواه مسلم
عن أنس بن مالك أن أبا بكر الصديق حدثه قال
نظرت إلى أقدام المشركين على رءوسنا ونحن في الغار فقلت يا رسول الله لو أن أحدهم
نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه فقال يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما...رواه مسلم
قال ابن عمر رضي الله عنهما : كنا نخيّر بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، فنخيّر أبا بكر ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم . رواه البخاري .
ولذا لما ذكر رجال على عهد عمر رضي الله عنه فكأنهم فضّـلوا عمر على أبي بكر رضي الله عنهما ، فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فقال : والله لليلة من أبي بكر خير من آل عمر ، وليوم من أبي بكر خير من آل عمر ، لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لينطلق إلى الغار ومعه أبو بكر ، فجعل يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه ، حتى فطن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا أبا بكر مالك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي ؟ فقال : يا رسول الله أذكر الطلب فأمشي خلفك ، ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك . فقال : يا أبا بكر لو كان شيء أحببت أن يكون بك دوني ؟ قال : نعم والذي بعثك بالحق ما كانت لتكون من مُلمّة إلا أن تكون بي دونك ، فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر : مكانك يا رسول الله حتى استبرئ الجحرة ، فدخل واستبرأ ، قم قال : انزل يا رسول الله ، فنزل . فقال عمر : والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر . رواه الحاكم والبيهقي في دلائل النبوة .
قال عليه الصلاة والسلام : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه ، وهو حديث صحيح .
و الدليل على خلافته :
وعن عبد الله بن مسعود يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكنه أخي وصاحبي وقد اتخذ الله عز وجل
صاحبكم خليلا ...رواه مسلم
وعن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه
أن امرأة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فأمرها أن ترجع إليه فقالت يا رسول
الله أرأيت إن جئت فلم أجدك قال أبي كأنها تعني الموت قال فإن لم تجديني فأتي أبا بكر ...رواه مسلم
فهذا نص صريح واضح على أن رسول الله أستخلف أبا بكر ...
في الصحيحين عن عائشةَ رضي اللّهُ عنها قالت : لما مَرِضَ النبيّ صلى الله عليه وسلم مرَضَهُ الذي ماتَ فيه أَتاهُ بلالٌ يُؤْذِنهُ بالصلاةِ فقال : مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصَلّ . قلتُ : إنّ أبا بكرٍ رجلٌ أَسِيفٌ [ وفي رواية : رجل رقيق ] إن يَقُمْ مَقامَكَ يبكي فلا يقدِرُ عَلَى القِراءَةِ . قال : مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ . فقلتُ مثلَهُ : فقال في الثالثةِ - أَوِ الرابعةِ - : إِنّكنّ صَواحبُ يوسفَ ! مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ ، فصلّى .
ولذا قال عمر رضي الله عنه : أفلا نرضى لدنيانا من رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا ؟!